الاستدامة في التسويق الرقمي

الاستدامة في التسويق الرقمي.. تجربة السوق السعودي

الاستدامة في التسويق هي أحد الاستراتيجيات التي تهدف إلى تحقيق التوازن بين أهداف الشركات الاقتصادية مع الحفاظ على البيئة، وكل هذا من أجل تحسين المجتمع وفاهيته، وتتعلق هذه الاستراتيجية بالأساس بتطبيق ممارسات تسويقية تركز على المنتجات والخدمات المستدامة مع التقليل من التأثيرات السلبية على البيئة وتعزيز العلاقات مع العملاء والمجتمعات.

هناك الكثير من العناصر التي يمكن أن تستخدم بطريقة تعزز استراتيجية الاستدامة، وتلك العناصر هي:

  • المنتجات المستدامة ويقصد بها التصميم والتصنيع للمنتجات صديقة البيئة وذلك عن طريق استخدام مواد قابلة لإعادة التدوير أو التحلل البيولوجي، أيضًا الاعتماد على تقليل انبعاثات الكربون واستهلاك  الموارد خلال عملية الإنتاج.
  • التعبئة والتغليف ويقصد بها استخدام مواد قابلة لإعادة التدوير أو إعادة الاستخدام وهو ما ينتج عنه تقليل النفايات الناتجة عن التغليف الزائد.
  • التواصل الشفاف؛ وهو يعني توعية العملاء بأهمية المنتجات المستدامة وكذلك كيفية استخدامها بطرق تحافظ على البيئة، والالتزام بالشفافية في عرض المعلومات حول تأثير المنتجات على البيئة.
  • المسؤولية الاجتماعية وتعني دعم المجتمعات المحلية من خلال برامج التنمية المستدامة، مع المساهمة في الأنشطة البيئية مثل زراعة الأشجار أو عمليات تنظيف الشواطئ.
  • التسويق الأخضر ويسلط الضوء على الجهود البيئية للشركة في الحملات التسويقية، وكذلك بناء صورة ذهنية أو سمعة إيجابية للعلامة التجارية من خلال الالتزام بالممارسات صديقة البيئة.

 حسنًا هناك العديد من الفوائد التي تعود على الشركات من مراعاة الاستدامة في التسويق وتلك الفوائد تشمل التالي:

  1. زيادة ولاء العملاء، حيث أن العملاء يميلون إلى دعم الشركات التي تتبنى ممارسات مستدامة وتحاول المحافظة على البيئة.
  2. تحسين صورة العلامة التجارية من خلال الممارسات المستدامة وهو ما يظهر التزام الشركة بالقيم الأخلاقية والمسؤولية الاجتماعية.
  3. تطبيق القوانين واللوائح من خلال تقليل المخاطر التي قد تعود على الشركة نتيجة الغرامات أو العقوبات التي قد تحدث بسبب القضايا البيئية وذلك من خلال الالتزام التام باللوائح التنفيذية في هذا الصدد.
  4. تقليل التكاليف على المدى البعيد، حيث أن استخدام الموارد بكفاءة قيقلل من تكلفة الإنتاج ويحد من الفاقد.

يبدو أن فكر الاستدامة أصبح أحد الأمور الهامة لدى الكثير من الشركات والعلامات التجارية وهو ما ظهر في العديد من الحملات التسويقية مؤخرًا، إليك أهم أمثلة:

  1. Patagonia  وهي شركة تعتمد على مواد معاد تدويرها في عمليات تصنيع الملابس، وتشجع العملاء الذين يتعاملون معها على إصلاح ملابسهم بدلًا من شراء ملابس جديدة.
  2. أيكيا أيضًا من الشركات التي أطلقت مبادرات لها علاقة بإعادة تدوير الأثاث، واستخدام مواد مستدامة في منتجاتها.
  3. شركة يونيليفر وحرصت هذه الشركة على تحقيق ما يسمى بالحياد الكربوني وكذلك تقليل استهلاك المياه في عملياتها التصنيعية.

الإجابة هي نعم، وذلك لأن هناك ارتفاع كبير في التكاليف الأولية، خاصة في التقنيات التي تستخدم معها لكي تصلح للدخول في عملية التصنيع مرة أخرى، أيضًا مازال التثقيف والتوعية من الأمور التي تحتاج إلى الكثير من العمل وذلك لأن أغلب العملاء عادة ما يحتاجون إلى فهم الاستدامة وتقدير قيمتها، بالإضافة إلى أن المنافسة ليست أبدًا في صالح تلك المنتجات، حيث أن المنتجات الغير مستدامة عادة ما تكون أرخص وأكثر جاذبية للعملاء من حيث الأسعار.

في الواقع تشهد السعودية تحولًا ملحوظًا نحو الاستدامة، وذلك في مختلف المجالات، حتى في التسويق، ويتماشى ذلك التحول مع رؤية المملكة 2030، والتي تهدف في الأساس إلى تحقيق التنوع الاقتصادي، وبالتالي الحد من الاعتماد على قطاع النفط وتشجيع القطاعات الاقتصادية الأخرى والتي يفضل أن تكون صديقة للبيئة، ويعد التسويق المستدام جزء هام من هذه الجهود حيث أن الشركات في المملكة تحاول تقديم منتجات وخدمات تتوافق مع معايير الاستدامة البيئية والاجتماعية.

وسنجد الكثير من المبادرات التي تطالب بفكر الاستدامة وتعزيزه في الدولة كلها، مثل:

  1. رؤية 2030 والتي تشمل أهداف بيئية مثل زيادة استخدام الطاقة المتجددة وتقليل الانبعاثات الكربونية والمحافظة على الموارد الطبيعية، كذلك تشجع الشركات على تبنية استراتيجيات تسويقية مستدامة تسهم في تحقيق هذه الأهداف.
  2. المبادرة السعودية الخضراء والتي تركز على تقليل الانبعاثات وكذلك زراعة ملايين بل مليارات الأشجار، وتشجيع استخدام الموارد المستدامة في كافة القطاعات مع تحفيز الشركات على إنتاج وتسويق منتجات تحافظ على البيئة.
  3. السياسات البيئية والتنظيمية في الدولة، حيث وضعت الحكومة السعودية قوانين ولوائح من شأنها المساهمة في تقليل النفايات وكذلك تعزيز إعادة التدوير، مثل مبادرة حظر استخدام البلاستيك الغير قابل للتحلل، كذلك إلزام الشركات على تطوير منتجات تسوق بشكل مستدام امتثالًا لتلك القوانين.

وسنجد أن الشركات في السوق السعودي حاولت أن تمتثل بالفعل لهذا التحول، فسنجد أن شركة أرامكو قدمت حلول مبتكرة من أجل تقليل انبعاثات الكربون من خلال تحسين تقنيات تنقية وإنتاج النفط وكذلك اعتمدت تسويق عدد من المنتجات المستدامة، أيضًا تم إطلاق حملات توعوية حول استخدام الطاقة النظيفة وتقليل ما يسمى بالبصمة الكربونية.

شركة المراعيى أيضًا حاولت أن تستخدم مواد تعبئة وتغليف قابلة لإعادة التدوير وتحرص على استخدام أنظمة تقلل من استهلاك المياه والطاقة، شركة سابك وهي تقدم مواد ومنتجات بلاستيكية مستدامة مصنوعة من مصادر متجددة كما تعتمد على حملات توعوية تسويقية توضح جهودها في مراعاة المسائل البيئية، أيضًا متجر بنده وهايبر بنده والذي يستخدم أكياس صديقة للبيئة ويطلق العديد من المبادرات الخاصة بالتبرع بالفائض الغذائي بدلا من التخلص منه.

ويمكننا القول أن استراتيجيات التسويق المستدامة في المملكة تعتمد على أربعة أشياء؛ التغليف صديق للبيئة، التسويق الأخضر، المسؤولية الاجتماعية للشركات، واستخدام الطاقة المتجددة في الإنتاج وعلى الرغم من صعوبة تطبيق كل تلك الأمور إلا أن الشركات في المملكة تحاول وهو ما ينعكس على نمو هذا القطاع وتشجعه الحكومة وتحاول بشكل مستمر على زيادة وعي المستهلكين، الآن حان دورك إن كنت ترغب في تطبيق الاستدامة في التسويق يمكنك أن تتواصل معنا الآن في COMARKETINGHUB  لمساعدتك ومنحك استشارات ستسهل عليك الطريق وتساعدك في الوصول إلى هدف في أسرع وقت..