شهد التسويق الرقمي في السعودية تطورًا سريعًا ولافتًا، وهذا التطور يعكس التحول الجذري في طريقة تفاعل العلامات التجارية مع الجمهور، وساعد في ذلك التقدم التكنولوجي الكبير، والذي أثر على طريقة التفكير في التسويق وكذلك على سلوك المستهلك، وهو ما خلق رواج كبير في عالم التسويق الرقمي، وأصبح من أكثر المجالات التنافسية والإبداعية في المملكة العربية السعودية وكذلك العالم كله، وفتح هذا المجال أمام الكثير من الابتكارات في عالم المحتوى، وبناء عليه زاد الاعتماد على منصات التواصل الاجتماعي وعلى المؤثرين من أجل التسويق الرقمي، وصار لزامًا على العلامات التجارية أن تتماشى وتتكيف مع هذه التغيرات بسرعة من أجل تحقيق نسب مبيعات مرتفعة.
التسويق الرقمي في السعودية
وإن أردنا أن نتطرق للتسويق الرقمي، لابد أن نعي أنه لا يتوقف عند المنصات فقط، بل يشمل كل أنواع المحتوى، والذي تغيرت معاييره حسب تفضيلات الجمهور السعودي، الذي اتضح أنه يفضل المحتوى العربي المتوافق مع الثقافة الشعبية، ودخل إلى ساحة التسويق الرقمي أدوات الذكاء الاصطناعي بكل قدراتها من أجل تحسين تجربة العلامات التجارية وتحسين الوصول إلى الجمهور.
وفي هذا المقال سنتعرف على طرق شركات التسويق في السوق السعودي والتي حاولت أن تواكب الاتجاهات الحديثة في التسويق الرقمي والتجارة الالكترونية متعددة القنوات، وكيف عملت تلك الشركات على تحسين المواقع، وتسليط الضوء على مبادرات الاستدامة وكيف أثر ذلك على السوق السعودي الذي تحول إلى بيئة ديناميكية ومثيرة للتحديات ومليئة بالفرص.
محتوى الفيديو القصير
أصبح محتوى الفيديو القصير بالتحديد أحد أهم الأدوات التي تستخدم في التسويق الإلكتروني والأكثر فاعلية، ويلعب محتوى الفيديو دورًا شديد الأهمية في لفت أنظار الجمهور وكذلك نقل الرسائل بشكل أسرع، ويتميز هذا النوع من المحتوى بأنه أكثر إقناعًا وأكثر قدرة على شرح الأفكار بشكل مباشر مما يجعل الجمهور يستوعبه بسرعة وسهولة، وكذلك يلاحظ أنه يحظى بنسب تفاعل كثيرة.
ويتميز محتوى الفيديو بأنه قصير مدته لا تتجاوز ال60 ثانية ولكنه على الرغم من ذلك له قدرة جذب الانتباه بسرعة خلال الثواني الأولى، وهو أمر شديد الأهمية في عصر تدفق المحتوى، كما أنه يسهل مشاركة هذا النوع من المحتوى عبر منصات التواصل الاجتماعي بكل سهوله، وهو ما يضمن زيادة نسب الوصول وكذلك التفاعل.
وتحاول الشركات التي تقدم مثل هذا النوع من التسويق أن تتوافق مع سياسات النشر في المنصات الحديثة وعلى رأسها تيك توك، انستجرام، سناب شات، وتم استخدام تلك المنصات خصيصًا لأنها مصممة من أجل تشجيع إنشاء ومشاركة الفيديوهات القصيرة وهو ما يسهم بشكل كبير في انتشار العلامات التجارية، كذلك تساعد تلك الفيديوهات على إنشاء قصص ملهمة يتم فيها التركيز على العواطف من أجل زيادة ولاء العملاء، وهو ما يضاعف نسب تفاعلات الجمهور، ويعزز العلاقة بين العلامة التجارية والجمهور، وتستعين عدد من الشركات في هذا الصدد أيضًا بالمؤثرين من أجل الوصول إلى شرائح أكبر من الجمهور.
ويفضل المستهلكين العرب بشكل عام والسعوديين بشكل خاص مقاطع الفيديو خاصة تلك التي تعكس اهتماماتهم وتركز على احتياجاتهم، وتلك بالتحديد هي الأمور التي حرصت العلامات التجارية التي تستخدم محتوى الفيديو على التركيز عليها، فسنجد أن أفضل الممارسات لإنشاء محتوى فيديو قصير وفعال تعتمد على البدايات الجذابة المثيرة للانتباه، مثل استخدام أسئلة، والتركيز على الرسائل الواضحة الغير معقدة، وبالطبع الابداع والبساطة من خلال المؤثرات البصرية والصوتية الجذابة، وبالطبع التوافق مع الجمهور من خلال التعبير عن اهتماماتهم واحتياجات الجمهور المستهدف.
ومن أبرز الحملات التي أثبتت نجاح خلال الفترة الأخيرة مقاطع التحديات، وكذلك مقاطع “طرق الاستخدام” وبالطبع مقاطع “قبل وبعد”. وتجربة السوق السعودي في استخدام مقاطع الفيديو تنبأنا بفرصة ذهبية لكافة العلامات التجارية التي ترغب في التواصل مع الجمهور بطريقة عصرية وفي نفس الوقت مؤثرة، ولا يمكن الاستغناء عنها في أي استراتيجية تسويق.
نمو التجارة الإلكترونية
تعتبر التجارة الإلكترونية في المملكة العربية السعودية واحدة من أسرع الأسواق نموًا في العالم العربي، وساعد في ذلك التحول الرقمي وزيادة التطور التكنولوجي والاعتماد على أدوات التكنولوجيا وهو ما أدى إلى تغير عادات التسوق لدى الجمهور وبالتالي كان لابد أن تواكب التجارة هذا التغير، وساهمت رؤية المملكة 2030 في تشجيع نمو هذا القطاع، حيث أن تلك الرؤية ركزت على تعزيز الاقتصاد الرقمي ودعم ريادة الأعمال، وهو ما أتاح الفرصة لمئات الشركات المحلية والعالمية لاقتحام السوق السعودي وتحقيق النجاح.
وهنا لابد أن نؤكد على وجود عدد من العوامل التي أدت إلى نمو التجارة الإلكترونية في المملكة العربية السعودية والتي تشمل:
- البنية التحتية الرقمية القوية، حيث يتوافر الأنترنت بسرعات عالية، وهناك انتشار واسع للهواتف الذكية والتي تعد حجر الأساس لنمو التجارة الإلكترونية.
- زيادة الوعي الرقمي في المملكة، فيعتبر الشعب السعودي من أكثر الشعوب حول العالم استخدامًا للتكنولوجيا والتطبيقات وهو ما أسهم في دعم العديد من منصات التسوق الإلكتروني.
- الدعم الحكومي؛ وذلك لأن الحكومة السعودية ابتكرت عدد من المبادرات التي أسهمت في تحسين التجارة الإلكترونية مثل مبادرة “سداد” ومبادرة “مدى وكلاهما يساعد الشركات التي تعمل في التجارة الإلكترونية سواء من خلال تحسين أنظمة الدفع الإلكتروني أو من خلال تسهيل الإجراءات الخاصة بتأسيس وعمل الشركات الناشئة.
- جائحة الكورونا؛ والتي على الرغم من أنها تسببت في خسائر كبيرة في مختلف الدول إلا أنها أسهمت في تسريع الانتقال إلى التسوق عبر الإنترنت بسبب الإغلاق وقيود الحركة.
وشهدت عدد من القطاعات رواجًا كبيرًا بفضل التجارة الإلكترونية ومن ضمنها:
- الملابس والاكسسوارات.
- الإلكترونيات.
- الصحة والتجميل.
- البقالة وخاصة المواد الغذائية واليومية.
وفي تلك المرحلة تم الاعتماد على توجهات حديثة لتواكب التجارة الإلكترونية، وذلك من خلال:
- الاعتماد على منصات التواصل الاجتماعي للتواصل وعرض المنتجات وبيعها بشكل مباشر.
- الدفع الإلكتروني من خلال تطبيقات الدفع الجديدة.
- التسليم السريع والتوصيل الفوري.
- الذكاء الاصطناعي واستخدام روبوتات الدردشة من أجل تواصل أفضل وأكثر فاعلية مع الجمهور وتحسين تجربة العملاء.
- التجارة المستدامة وذلك من خلال العمل على زيادة الوعي البيئي واتجاه العديد من الشركات للاعتماد على كل ما هو طبيعي ولا يمكن أن يضر البيئة خاصة في التغليف.
وعلى الرغم من كل ذلك إلا أن هناك العديد من التحديات التي مازالت تواجه التجارة الإلكترونية ومن ضمنها:
- الثقة والأمان خاصة فيما يتعلق بالمعلومات الشخصية والدفع عن بعد.
- صعوبة التوصيل واللوجستيات خاصة للمناطق النائية.
- التنافسية الشديدة خاصة مع دخول المزيد من الشركات إلى السوق ومحاولة الجميع تقديم تجربة مستخدم أفضل وأسعار أقل.
بالطبع تلك التحديات يتوقع أن تقل بمرور الوقت خاصة مع استمرار التقدم التكنولوجي والزخم الكبير فيما يتعلق بالاستثمار في البنية التحتية، وهو ما يجعلنا أمام حقيقة أن سوق التجارة الإلكترونية سيشهد المزيد من النمو خلال السنوات المقبلة، ويتوقع أن تتفوق التجارة الإلكترونية عن التجارة التقليدية.
ويمكننا أن نتخذ من حملة “نون” الخاصة بالتسويق الموسمي نموذجًا لمدى قوة التجارة الإلكترونية وحملاتها في المملكة:
تم نشر الحملة على منصة انستغرام، وسناب شات، وكان الهدف الأساسي منها الترويج لعروض “الجمعة الصفراء” وتم فيها الاعتماد على المؤثرين المحليين للوصول إلى شرائح أكبر والتركيز على العروض اليومية، كذلك تصميم محتوى بصري جذاب يتضمن عد تنازلي للعروض، وبالطبع استخدام الهاشتاج “#نون_الجمعة_الصفراء” وذلك من أجل تحفيز الجمهور على المشاركة.
وجاءت نتيجة الحملة لتؤكد على نجاحها فقد شهد التطبيق والموقع زيادة كبيرة في حركة المرور وكذلك ارتفاع كبير في المبيعات في فترة قصيرة.
هناك أيضًا حملة “أمازون السعودية” شحن سريع في نفس اليوم والتي تم نشرها من خلال تويتر وتيك توك وكان الهدف منها زيادة الطلبات استغلالًا لفرصة الشحن في نفس اليوم، وتم فيها استخدام محتوى الفيديو بأكثر من سيناريو لتوضيح طريقة الاستفادة من الحملة، وكذلك للرد والتفاعل مع أسئلة الجمهور من خلال مؤثرين يشاركون تجاربهم الشخصية مع الخدمة.
وجاءت النتيجة بالفعل بتعزيز الوعي بالخدمة والتطبيق وزيادة اعتماد العملاء في المملكة على أمازون.
كذلك حملة “عبد الصمد القرشي” والتي تم بثها من خلال انستغرام ويوتيوب والتي كانت تهدف الترويج لعدد من المنتجات العطرية خلال شهر رمضان، وتم الاعتماد على محتوى الفيديو القصير الذي يعكس روح الشهر الفضيل وتجمعات الأسرة في تلك المشاهد، وتضمنت الحملة أيضًا خصومات لمتابعة الحسابات الخاصة بالشركة على منصات التواصل الاجتماعي، كما تم تنظيم مسابقة الهدف منها تشجيع الجمهور على المشاركة والهدايا منتجات مجانية من الشركة.
وجاءت النتيجة لتوضح ارتفاع ملحوظ في المبيعات وكذلك تحسن كبير في صورة العلامة التجارية، بل وتم اعتبارها من أفضل العلامات التجارية التي يمكن الاعتماد على تقديمها كهدايا في شهر رمضان الكريم.
حملة نعناع لتوصيل البقالة والتي تم الاعتماد فيها على انستغرام وتويتر، والهدف منها تشجيع الأسر في المملكة على استخدام التطبيق من أجل توصيل البقالة، وذلك من خلال نشر عدد من القصص المصورة التي تساعد في تعليم الجمهور استخدام التطبيق بسهولة، وكذلك تقديم الخصومات الشهرية للمتابعين.
وجاءت النتيجة لتوضح ارتفاع ملحوظ في عدد المستخدمين الجدد وكذلك زيادة الطلبات من المستخدمين الجدد والقدامى.
وهنا يمكننا أن نوضح استراتيجيات تلك الشركات لتحسين وجودها على منصات التواصل الاجتماعي وذلك من خلال:
– التركيز على الجمهور المستهدف واختيار نوع وطبيعة المحتوى المناسب لهذا الجمهور.
-كذلك استخدام المؤثرين المحليين من أجل تعزيز المصداقية وتشجيع زيادة التفاعل.
-الاستعانة بالمحتوى الإبداعي وتقديم أفكار مبتكرة ومميزة من أجل ترك انطباع قوي لدى الجمهور.
-الاستعانة بالعروض الترويجية والمسابقات ومن أجل تحفيز الجمهور على المشاركة وزيادة المبيعات.
وهذا بالتحديد ما يمكننا تقديمه لك في COMAKETINGHUB للتسويق الإلكتروني.. حيث أن لدينا من الخبرة والمعرفة بالسوق السعودي ما يؤهل علامتك التجارية ومنتجاتك لتحقق أعلى قدر من الانتشار وأكبر قدر من النجاح. تواصل معنا الآن لتضمن نجاح حملاتك الإلكترونية..