يعتقد البعض أن المحتوى العربي ليس مهمًا في عملية التسويق الإلكتروني، ولكن هذه النظرة أثبتت خطأها في الأعوام الماضية، وذلك لأن الأسواق الرقمية العربية تعد من أهم الأسواق الرقمية على مستوى العالم، ولهذا لابد من الاهتمام جيدًا بتنميته وتطويره والعمل بشكل مستمر من أجل جذب المزيد من الجمهور والمستهلكين إليه..
أهمية المحتوى العربي في التسويق
وتكمن أهمية المحتوى العربي في الوصول إلى الجمهور المحلي، وذلك لأن المحتوى العربي يساعدك في مخاطبة الجمهور بطريقة مباشرة وبالتالي يضمن لك تفاعل وفهم أكبر للرسائل التي تبعثها لجمهورك، كما أن التحدث بنفس لغة الجمهور يخلق نوع من الثقة بينك وبين جمهورك المستهدف ويعزز المصداقية، وبالطبع يسد الفجوة اللغوية الكبيرة التي يعاني منها السوق الرقمي والذي ظل لسنوات طوال لا يستهدف سوى الجمهور الذي يتحدث بالإنجليزية أو اللغات الأجنبية الأخرى.
ولكن الأمر يتوقف على :
- قدرتك على تحديد وفهم الجمهور المستهدف، ولهذا أنت بحاجة إلى دراسة جمهورك، والتعرف على احتياجاتهم ومعرفة سلوكهم الرقمي.
- كذلك أنت بحاجة إلى استخدام لغة سهلة وبسيطة ومفهومة للجميع “اللغة البيضاء” وهي اللغة التي يمكن للجميع الإلمام بها حيث تبتعد عن المصطلحات الصعبة والمعقدة وتركز على الوضوح.
- التنويع في المحتوى، فعليك أن تحاول بقدر المستطاع أن تقدم أنواع مختلفة من المحتوى، مكتوب، مسموع، مرئي، وهذا التنوع هو ضمانك الوحيد من أجل تلبية مختلف احتياجات الجمهور الذي تستهدفه.
- أخيرً لابد أن تركز على القيم الثقافية، فالمحتوى العربي هو الوسيلة الأفضل التي ستساعدك في الربط بين الرسائل التسويقية والقيم والعادات المحلية، وكلما زادت قدرتك على هذا الربط كلما شعر الجمهور أنك بشكل أو بأخر تعبر عنه وعن احتياجاته.
أنواع المحتوى العربي في التسويق الإلكتروني
كما سبق وذكرنا يعد التنويع في المحتوى هام للغاية للوصول إلى أكبر قدر وأكبر تنوع في الجمهور، إليك أهم الأنواع التي يمكنك الاعتماد عليها:
- المقالات أو المدونات، وتلك المقالات تعتمد بشكل أساسي على المعلومة وتسهم بشكل كبير في تحسين ظهور موقعك في محركات البحث خاصة وإن كنت تراعي قواعد الSEO.
- الصور والإنفوجراف؛ وهي تستعرض البيانات ولكن بشكل مصور والهدف الأساسي نها تبسيط الأفكار وجذب الانتباه.
- الفيديو والريلز؛ ويقدم ذلك النوع القصص والرسائل التفاعلية ولكن بطريقة مؤثرة ومسلية.
- التواصل من خلال منصات التواصل الاجتماعي؛ وذلك النوع من المحتوى أو التواصل يعزز علاقتك بالجمهور ويساعدك في التواصل معهم بشكل مباشر.
الآن عليك أن تبدأ في التفكير في المحتوى المناسب لعلامتك التجارية وموقعك الإلكتروني، ولا يوجد أفضل من المقالات والمدونات لتعزيز وجودك الرقمي، ولكن قبل أن تبدأ عليك أن تعرف مصطلح “تحسين محركات البحث” أو ال”SEO” وهذا المصطلح الهدف الأساسي منه تحسين ظهور موقعك على محركات البحث، وهذه الطريقة تعد الأفضل في جلب الجمهور لك، ولكي تصل إلى هذه المرحلة عليك أن تتعلم استخدامها بشكل صحيح، وهنا لابد أن تتعرف على مفهوم الكلمات المفتاحية، وكيف تختارها من أجل الظهور بشكل أفضل، كذلك طريقة تقسيم المقالات الخاصة بك وكتابة العناوين الفرعية والفقرات ووضع الروابط الداخلية والخارجية من أجل تعزيز المصداقية لديك.
وتحرص الكثير من الشركات والعلامات التجارية على استخدام أدوات تحسين محركات البحث كوسيلة فعاله في التسويق وجذب الجمهور، وغالبًا ما يتم الاعتماد على أدوات مثل Google Analytics من أجل تحليل التفاعل ومعرفة الأفضل في المحتوى بالنسبة للجمهور المستهدف.
وعلى الرغم من أهمية المحتوى العربي إلا أن الطريق مازال طويلًا لكي يصل إلى نفس جودة المحتوى الإنجليزي وذلك لأن المحتوى العربي مازال إلى الآن ينقصه الإبداع والابتكار، وأغلب المحتوى العربي المتاح في الوقت الحالي إما مكرر أو غير جذاب للجمهور، كذلك تعد اللغة العربية من أصعب اللغات ولهذا في حالة وضع محتوى عربي غالبًا ما يصعب ترجمته بشكل احترافي للغات الأجنبية، وهو ما قد يفقد المحتوى العربي معناه ورسالته في حالة ترجمته، أيضًا مازالت المعرفة العربية بأدوات تحسين محركات البحث محدودة ولا يوجد اهتمام حقيقي بالاستثمار فيها وهو ما يجعل المحتوى العربي ضعيف في الظهور على محركات البحث.
الآن.. هل ترغب في معرفة كيفية صناعة محتوى عربي قوي يجلب لك التفاعل؟
حسنًا الأمر ليس مستحيلًا، فقط اتبع الخطوات التالية:
- أولًا: افهم جمهورك؛ حاول تحليل جمهورك، تعرف من هم، وما هي اهتماماتهم، وما نوع المحتوى الذي يفضلونه، كذلك لابد أن تتعرف على المعلومات الأساسية لجمهور، ما هي أعمارهم، مستوياتهم التعليمية، اهتماماتهم الثقافية والمهنية.
- ثانيًا: اختيار الموضوعات المناسبة للجمهور، وذلك من خلال تحديد الهدف من المحتوى، هل هو تعليمي، ترفيهي، إقناع، أو بيع، أو البحث عن المواضيع الرائجة من خلال الاستعانة بجوجل Trends أو مراقبة منصات التواصل الاجتماعي لمعرفة اهتمامات الجمهور والمواضيع التي يتابعها، مع الاهتمام بالتركيز على القيم الثقافية والتي تجعل الجمهور يشعر بالارتباط الوثيق بالمحتوى الذي تقدمه.
- ثالثًا: الكتابة بجودة عالية؛ وذلك من خلال استخدام لغة واضحة ومصطلحات سهلة بعيدة عن التعقيد، كذلك استخدام طريقة الرواية الجذابة والشيقة لكي تحصل على انتباه الجمهور، ولابد أن تعتمد على الإبداع وأن تحرص على تقديم أفكار جديدة ومختلفة تخلق لك شخصية وهوية وعلامة مميزة مع الجمهور.
- رابعًا: التنسيق؛ من أهم الأمور التي تجعل محتواك قابل للقراءة هي طريقة تنسيق المحتوى، وتنسيق المحتوى الخاص بك يحتاج إلى عناوين أساسية وفرعية، ولابد أن تكون تلك العناوين قصيرة وجذابة ومثيرة للفضول، كذلك لابد أن تكون الفقرات قصيرة وأن يستخدم فيها التعداد الرقمي أو النقاط، ويعتبر إضافة الصور والوسائط إلى المحتوى من أكثر الأمور التي تجعل المحتوى مثير ويهم شرائح أكبر من الجمهور.
- خامسًا: تحسين محركات البحث SEO ؛ وذلك من خلال استخدام الكلمات المفتاحية التي تتناسب مع طبيعة المنتج أو الخدمة التي تقدمها، وتكرار تلك الكلمات المفتاحية بشكل طبيعي، كذلك استخدام الروابط الداخلية والخارجية لتعزيز قوة موقعك، والتأكد أن المحتوى مناسب للمشاركة في المنصات الرقمية المختلفة وقابل للعرض على مختلف الأجهزة الرقمية.
- سادسًا: التركيز على التفاعل مع الجمهور، وذلك من خلال مخاطبة الجمهور بشكل مباشر وكأنها محادثة موجهة للقارئ وحده، كذلك دفع الجمهور للمشاركة والتفاعل من خلال طرح الأسئلة، أو الرد على التعليقات ومتابعة ردود أفعال الجمهور.
- سابعًا: اختبارات الأداء، وذلك من خلال استخدام أدوات مثل جوجل Analytics وذلك من أجل معرفة مدى نجاح المحتوى، وكذلك تحليل النتائج من أجل التعرف على أهم المنشورات التي حققت أداء وتفاعل أعلى، ومحاولة التطوير المستمر في المحتوى بناء على تفضيلات الجمهور.
- ثامنًا: التنوع في الأداء ما بين المحتوى المكتوب، المسموع، المصور، والمرئي، والحرص على الابداع والابتكار والتجديد من أجل تجنب القوالب التقليدية والتركيز على الأفكار الجديدة، وخلص هوية خاصة بك تعكس رسالتك ورؤيتك.
المحتوى العربي والتسويق الرقمي في المملكة
المملكة العربية السعودية واحدة من أهم الأسواق الرقمية العربية، والمحتوى العربي يلعب دورًا استراتيجيًا في نجاح عمليات التسويق هناك، وذلك لأن المحتوى الرقمي العربي يسهل وصول الشركات والعلامات التجارية ووكالات التسويق إلى الجمهور، وذلك لأن اللغة العربية هي اللغة الأولى والرسمية في المملكة، وأكثر الشرائح من الجمهور تفضل العربية عن غيرها من اللغات، وبالتالي استخدام المحتوى العربي يضمن الوصول إلى شرائح كبيرة وواسعة من الجمهور العربي سواء السعودي أو من مختلف الجنسيات العربية التي تعيش في المملكة.
وهنا لابد أن نؤكد أن المحتوى العربي المستخدم في التسويق الرقمي في المملكة قائم على فكرة “تعزيز الهوية الثقافية” أي يتعمد بشكل أساسي على مراعاة القيم والعادات المحلية ويعكس الثقافة الشعبية والدينية وبالتالي يشعر الجمهور المستهدف بالقرب والارتباط حين يتطلع عليه، كما أن المحتوى يراعي تقاليد المجتمع ويتجنب الموضوعات التي تتعارض مع الثقافة المحلية وهو ما يجعله يخلق رابط من الثقة بين العلامة التجارية والجمهور.
ونجحت أغلب العلامات التجارية في المملكة في استخدام الكلمات المفتاحية بالطريقة الصحيحة، بل وأنها استخدمت إمكانية التخصيص في الإعلانات من أجل تحقيق استهداف أفضل، وذلك بالاعتماد على المحتوى العربي والموقع الجغرافي، وهو ما انعكس على أداء تلك العلامات التجارية على منصات التواصل الاجتماعي وخاصة تويتر، انستغرام، وسناب شات، والذي أصبح المستخدم السعودي بلغته العربية من أكثر المحتويات شيوعًا وتفاعلًا عليهم.
وهذا الانتشار شجع الكثير من العلامات التجارية على تنفيذ حملات موجهة باللغة العربية وهم موقنين أن تلك الحملات ستنج في السوق السعودي والعربي وتحقق الهدف المطلوب منها.. إليك بعض نماذج الحملات الناجحة التي شهدها السوق السعودي الرقمي..
- حملة “عيشها ” التابعة للهيئة العامة للترفيه والتي تهدف إلى الترويج للسياحة الداخلية في المملكة وتحديدًا خلال موسم الرياض، وتم الاعتماد على المحتوى العربي البسيط والجذاب من خلال منصات التواصل الاجتماعي، كما تم نشر العديد من الفيديوهات القصيرة التي تعتمد على التفاعلية تحت شعار “الخيال صار واقع” وكذلك تم تقديم معلومات تفصيلية باللغة العربية عن الفاعليات، المواعيد، أسعار التذكار وطريقة الحجز من خلال الموقع الإلكتروني لموسم الرياض، وحققت الحملة نتائج هائلة وإقبال كبير على فاعليات موسم الرياض.
- بنك الراجحي وحملة “قد التحدي” وكان الهدف منها تعزيز وعي العملاء بالعروض التي يقدمها البنك في مجال التمويل الشخصي وعدد من المنتجات المصرفية الأخرى، وتم التركيز في هذه الحملة على المحتوى العربي الذي يتناسب مع القيم الاجتماعية والدينية التي تتلائم مع الجمهور السعودي، وذلك من خلال فيديوهات قصيرة لقصص نجاح المتعاملين مع البنك، وكذلك تم الاعتماد على مقالات تعتمد على المعلومات وتوضح للجمهور طريقة الحصول على التمويل ومختلف الخدمات المصرفية الأخرى، وحققت الحملة نجاح كبير انعكس في زيادة طلبات التمويل الشخصي التي وصلت للبنك في تلك الفترة وما بعدها.
- نون وحملة “نونها” وتلك الحملة كانت تهدف إلى تعزيز التجارة الإلكترونية وتشجيع العملاء على الشراء من منصة نون، من خلال محتوى يستهدف مختلف الشرائح العمرية للجمهور على منصات التواصل الاجتماعي، وكذلك عرض العديد من المغريات من خصومات وهدايا تحت شعارات “خصومات مجنونة”، “لا تفوت” وكذلك الاعتماد على اللغة السعودية بلكناتها المحلية المختلفة والتي أدت إلى جذب أعداد كبيرة من الجمهور، وكذلك تحقيق نسب عالية من المبيعات.
- “تحدي القراءة العربي” وتلك الحملة كانت موجهة للشباب والأطفال بهدف تعزيز القراءة باللغة العربية، وتم تنفيذها عبر منصات التواصل الاجتماعي، وكانت بالشراكة مع المدارس بالمملكة وكذلك المنصات التعليمية التي حرصت على نشر قواعد الاشتراك في المسابقة وكذلك الكتب الرقمية، وتم الاستعانة بمحتوى المقاطع المصورة لتعليم المشتركين قواعد المسابقة وتسليط الضوء على تجارب المشاركين السابقين، ونتج عن ذلك إقبال كبير على المبادرة وزيادة ملحوظة في وعي الأطفال والشباب.
الآن حان دورك أنت.. هل تفكر في تصميم حملة بالغة العربية؟ ترغب في خلق الثقة بينك وبين جمهورك، زيادة الوعي بعلامتك التجارية؟ مضاعفة المبيعات؟ حسنًا فرصتك الآن معنا في COMARKETINGHUB لتحقق أهدافك وأكثر.. لدينا المعرفة الكافية بالسوق الرقمي السعودي، والخبرة بكل أنواع المحتوى.. تواصل معنا الآن..