يخشى مستخدمي منصات التجارة الإلكترونية الكثير من الأشياء أهمها أهمية خصوصية البيانات، خاصة مع زيادة مخاطر انتهاك الخصوصية والسرقات التي تحدث في البيانات، وذلك بعد زيادة الاختراقات الإلكترونية مما أدى إلى تسرب البيانات الشخصية للكثير من المستخدمين، كذلك أدى إلى زيادة الجرائم التي تتعلق بسرقة الهوية أو الاحتيال المالي
خصوصية البيانات في التجارة الإلكترونية
أيضًا هناك العديد من الجهات التي تستغل بيانات المستخدمين وتستخدمه في أشياء غير مصرح بها، كأن تستخدم البيانات لأهداف تسويقية بدون إذن المستخدم وهو بالطبع ما يتسبب في الإزعاج وكذلك يهز ثقة المستهلك في المنصة التي يتعامل معها.
أيضًا ازدادت معدلات الابتزاز الإلكتروني بشكل كبير مما خلق حالة من الشعور بعدم الأمان وعدم الثقة في أي منصة إلكترونية، وفي الوقت الذي تحاول فيه المنصات أن تتحول إلى الدفع الرقمي والمعاملات الرقمية، وهو ما دفع الكثير من المنصات إلى انتهاج سياسات من شأنها الحفاظ على الخصوصية وتعزيز ثقة العملاء والمستخدمين، ومن تلك السياسات:
- سياسة الخصوصية الشفافة والتي تعتمد على توضيح كيفية جمع البيانات وكذلك طرق استخدامها، وتوضيح كافة الحقوق للمستخدمين وإعطاءهم إمكانية حذف البيانات أو تعديلها.
- تشفير البيانات من خلال استخدام بروتوكولات الأمان HTTPS وذلك من أجل تأمين نقل البيانات وحماية قواعد البيانات من الاختراق من خلال استخدام التشفير القوي.
- الامتثال للقوانين الدولية واللوائح العامة لحماية البيانات التابعة للاتحاد الأوروبي وكذلك اتباع اللوائح الخاصة بحماية خصوصية المستهلك في كاليفورنيا.
- التوثيق المتعدد العوامل وذلك من أجل تعزيز أمان حسابات العملاء من خلال إضافة عدد من الخطوات التي تسهم في تحقق إضافية بجانب كلمات المرور.
- تثقيف العملاء وذلك من خلال تقديم النصائح للعملاء من أجل الحفاظ على بياناتهم وحمايتها وتجنب الولوج من خلال شبكات الأنترنت العامة خاصة إن كان على الهاتف أي تطبيقات أو بيانات تتعلق بالمحافظ الإلكترونية أو بيانات الحسابات البنكية.
جديرًا بالذكر أن هناك عدد من المنصات التي نجحت في تطبيق هذه السياسات وحققت مستوى عال من الأمان الرقمي وحماية البيانات، ومن أبرز تلك المنصات؛ منصة أمازون والتي توفر حماية وخصوصية قوية للبيانات من خلال تقنيات التشفير المتطورة وسياسات خصوصية شفافة، كذلك منصة إي باي والتي تطبق أدوات حماية البيانات مثل المراقبة المستمرة والتشفير القوي، كذلك منصة شوبيفاي والتي تتيح للتجار أدوات إلكترونية تساعدهم في حماية بيانات العملاء وكذلك توفير الأمان اللازم.
تأثير لوائح خصوصية البيانات الجديدة على التسويق الرقمي.
لوائح خصوصية البيانات هي اللوائح التي تنظم حماية البيانات مثل اللائحة العامة لحماية البيانات في الاتحاد الأوروبي وقانون حماية خصوصية المستهلك في كاليفورنيا، وهي القوانين التي تهدف إلى حماية البيانات الخاصة بالمستخدمين، وتلك الحماية تمنح المستخدمين سيطرة أكبر على بياناتهم وطريقة استخدامها وتؤثر بشكل كبير على استراتيجيات التسويق الإلكتروني.
ويمكننا تلخيص تلك التأثيرات الأساسية في عدة نقاط وهي كالتالي:
- تقييد جمع البيانات الشخصية، حيث يتعين على الشركات الحصول على موافقة واضحة ومحددة من المستخدمين قبل أي محاولة لجمع البيانات أو استخدامها من أجل الأغراض التسويقية، وهو ما جعل عملية جمع البيانات أصعب واستخدامها عليه الكثير من القيود وبالتالي صارت عملية الحماية أسهل.
- زيادة الشفافية في استخدام البيانات، حيث توضح الشركات الطريقة التي سيتم بها استخدام البيانات والهدف من ذلك، وهذا الأمر يتطلب تحديثات مستمرة فيما يتعلق بسياسات الخصوصية بانتظام.
- انخفاض فاعلية الإعلانات المستهدفة حيث أن الشركات لن تتمكن من تحديد الجمهور بدقة كبيرة، وبالتالي لا يمكنهم تتبع بيانات المستخدمين، ايضًا ستصبح بعض الأدوات مثل ارتباطات الكوكيز أقل فاعلية بسبب متطلبات الموافقة المسبقة.
- ارتفاع تكاليف التسويق حيث أن اللوائح تفرض قيود على استخدام البيانات الخاصة بالعملات أو تبادلها وبالتالي تحتاج الشركات إلى طرق مختلفة من أجل الحصول على البيانات الي ستستخدمها في التسويق بدلًا من الطرق التقليدية.
- تغيير أساليب التحليل والتقرير لأن القيود التي تم فرضها ستصعب تحليل البيانات بدقة، وللمرة الثانية ستحتاج الشركات إلى طرق أفضل لتحسين قدرتها على التحليل بدلًا من تتبع المستخدمين.
- تزايد أهمية التسويق بالمحتوى وذلك لأن الإعلانات المستهدفة لن تصبح بنفس قوتها وتأثيرها ولابد أن تلجأ الشركات في هذا الوقت إلى أدوات أخرى تساعد في جذب الجمهور وزيادة التفاعل، وبناء الثقة مع العملاء وتشجيعهم على تقديم البيانات الخاصة بهم طواعية.
- كذلك لابد من تعزيز ما يسمى بالتسويق بالعلاقات وذلك من خلال بناء علاقات طويلة الأمد مع العملاء بدلًا من الاعتماد على الاستهداف الفوري، أيضًا استخدام تقنيات مختلفة ومتنوعة في التسويق كالتسويق بالبريد الإلكتروني والذي يتعمد على قاعدة البيانات المأذون باستخدامها فقط.
كيف يمكن للشركات التكيف مع لوائح الخصوصية في التسويق الإلكتروني؟
حسنًا هناك العديد من الأمور التي يجب مراعاتها من أجل التكيف مع لوائح الخصوصية في التسويق الرقمي وتشمل:
- تحسين استراتيجية جمع البيانات من خلال نماذج تفاعلية، كاستطلاع الرأي والمناقشات بدلًا من التتبع السلبي.
- الاستثمار في تقنيات حماية البيانات من خلال استخدام منصات إدارة البيانات التي تتوافق مع لوائح الخصوصية.
- التركيز على تجربة المستخدم وتقديم تجارب مخصصة للمستخدمين دون انتهاك للخصوصية.
- التركيز على تحسين تجربة الموقع من أجل تشجيع المستخدمين على تقديم البيانات الخاصة بهم بموافقتهم ورضاهم.
- الاستعانة بأدوات بديلة من أجل تتبع البيانات، مثل الاعتماد على تقنيات التتبع داخل التطبيقات، أو التحليل المبني على الاتجاهات بدلًا من البيانات الفردية.
ومن أشهر الشركات التي تمكنت من القيام بهذا التتبع شركة أبل والتي استخدمت خاصية APP Tracking Transparency والتي تمنح المستخدم اختيارات مثل منع التطبيق من تتبع المستخدم وهو ما يقلل من الإعلانات بشكل ملحوظ.
أيضًا جوجل أعلنت عن إمكانية التخلي عن ملفات التعريف والارتباط التابعة للجهات الخارجية وهو ما أجبر المعلنين على استخدام تقنية Privacy sandbox، أيضًا فيسبوك “ميتا” تأثرت باللوائح بشكل كبير وهو ما جعلها تفرض قيودًا على تتبع الإعلانات وهو ما أدى إلى تطوير أدوات جديدة من شأنها أن تحلل فاعلية الإعلانات وفي نفس الوقت تحترم خصوصية المستخدمين.
استراتيجيات لبناء الثقة من خلال الشفافية والممارسات الآمنة
بناء الثقة من خلال الشفافية والممارسات الأمنة هو أحد الأمور التي يجب أن تشغل بال الشركات والعلامات التجارية التي تحترم المتعاملين معها، وذلك من خلال اتباع عدد من الاستراتيجيات الهامة وهي:
- الشفافية في جمع البيانات وتعريف المستخدم لماذا وكيف سيتم استخدام تلك البيانات، وإعطاءهم الخيار في التحكم في بياناتهم سواء بالتعديل أو الحذف.
- استخدام شهادات الأمان والتأكد أن الموقع الخاص بك أمن تمامًا وإبراز هذه الشهادات بشكل واضح مما يمنح العملاء شعورًا بالأمان في حالة تقديم بياناتهم أو إجراء أي عمليات شراء.
- عرض المراجعات والآراء الخاصة بالعملاء السابقين سواء على الموقع أو في حسابات التواصل الاجتماعي وتجنب أي محاولة لنشر مراجعات أو آراء مزيفة لأن الأمر سيضر بسمعة العلامة التجارية ومصداقيتها.
- التواصل مع العملاء من خلال توفير قنوات متعددة يمكن من خلالها تلقي الاستفسارات وحل المشاكل والإجابة على الأسئلة بصدق وسرعة.
- تقديم ضمانات استرداد الأموال من خلال سياسة عمل واضحة سواء للاسترداد المالي أو استبدال المنتجات مما يعطي العملاء طمأنة ويشجعهم على الشراء دون قلق.
- تسويقية الأخلاق وتجنب الوعود أو العناوين المضللة في الإعلانات أو تقديم معلومات غير حقيقية عن المنتجات أو الخدمات.