التفكير في إنشاء استراتيجية علامة تجارية أمر مهم لكل صاحب عمل، وذلك لأن العلامة التجارية هي أقصر طريق لبناء قاعدة عملاء كبيرة وكذلك جذب الجمهور والفرص، ولكن هنا لابد أن تعي أن إنشاء استراتيجية علامة تجارية ليس عملًا دقيقًا وثابتًا، فلا توجد قواعد ثابته يمكن أن تسير عليها، وحين نتحدث عن الأمر فإنه يشبه الشخصية الكاريزمية، لا يوجد مقياس أو معايير محددة لها، ولذلك يمكننا القول إنه لا توجد حقائق أو خطوات محددة يمكن أن يسير عليها المرء لكي يصبح شخصية كاريزمية، وهذا بالتحديد فيما يتعلق بالعلامة التجارية، لا يوجد معايير محددة ولكن يوجد خطوات استراتيجية يمكنها أن تصل بعلامتك التجارية إلى مكانة متميزة.
وهذا بالضبط ما سنناقشه في هذا المقال، حيث سنذكر لك جميع العناصر التي يجب أن تتضمنها استراتيجية العلامة التجارية الناجحة، بما في ذلك الاسم، الشعار، الألوان، الرؤية، الرسالة، التموقع، الأشكال، الرسومات، وحتى الأصوات المتعلقة بالعلامة التجارية.
كيفية إنشاء استراتيجية علامة تجارية؟
عند تطوير استراتيجية للعلامة التجارية الخاصة بك هناك عدة عوامل يجب أن تأخذها في عين الاعتبار من أجل ضمان النجاح، وكذلك من أجل تبسيط الأمور عليك، ولتحديد تلك الأمور لابد أن تكون قادرًا على الإجابة على ستة أسئلة أساسية هي: لماذا، من، أين، ماذا، كيف، ومتى.
لماذا؟
لا يمكن لأي منتج أو خدمة أن تنجح دون أن يكون هناك إيمان كامل من المالك بضرورة وجوده والفكرة التي يقوم عليها، وعلى الرغم من أنه قد يبدو مغريًا التركيز فقط على ما يحقق المبيعات إلا أنه إذا لم تكن شغوفًا بمنتجك أو خدمتك فلا يمكنك أن تتوقع أن يكون الآخرون كذلك.
ليس المهم فقط أن تعرف ذلك، ولكن يجب أيضًا أن يصل إيمانك هذا للجمهور المستهدف من خلال شرح مهمة علامتك التجارية وكيف تنوي تحقيقها، تأكد من الإجابة على الأسئلة الواضحة التي قد تكون لدى العملاء مثل “ماذا تفعل؟” و”لماذا يجب أن يختاروك على المنافسين؟”
من؟
أحد الأسس الرئيسية في إنشاء استراتيجية علامتك التجارية هو معرفة من هم عملاؤك، يمكنك تعلم الكثير عن علامتك التجارية من خلال أنماط العملاء، علاوة على ذلك عند تحليل عملاءك الدائمين، يمكننك تضييق نطاق حملاتك المستهدفة لتناسب مجموعات مختلفة.
فمثلًا ابدأ بإنشاء مجموعات أساسية باستخدام التقسيم النفسي الذي يشمل تقسيم العملاء بناء على الشخصية، القيم، المعتقدات، نمط الحياة، المواقف، الاهتمامات، والطبقة الاجتماعية.
الأمر لا يقتصر فقط على من هم العملاء، بل يشمل أيضًا المنافسين، وهنا تأتي أهمية البحث والتحليل التنافسي الذي يشمل معرفة كيفية تشابه خدماتهم أو منتجاتهم مع ما تقدمه وما الذي يفعلونه بشكل مختلف، والكلمات المفتاحية التي يستهدفونها وكيفية تفاعلهم مع قاعدة عملائهم.
أين؟
يتعلق هذا السؤال بموقع العلامة التجارية، أو بمعنى أخر، تحديد أين يقف نشاطك التجاري في السوق وتحديد المكان الذي ترغب في الوصول إليه، ما هو موقعك مقارنة بالمنافسين؟ من الأرخص؟ من الأغلى؟ كيف تتداخل الأسواق المستهدفة؟
يتطلب تموقع العلامة التجارية تحديد السمعة التي تريد بناءها لمنتجك أو خدمتك، سواء كنت تريد أن تكون الخيار الأفضل، الأكثر قيمة، مقابل السعر أو الأقل تكلفة.
ماذا؟
لابد أن تمتلك قصة، قصة تدور حول كيفية بدء عملك التجاري، ولماذا بدأ ومدى إيمانك بمهمته، وهو جزء مهم من استراتيجية العلامة التجارية، يجب أن يعرف عملاؤك ما يهمك أنت ونشاطك التجاري.
كيف؟
تفاعل العملاء مع علامتك التجارية من خلال قنوات التواصل المختلفة مهم للغاية، يجب تحديد القنوات المناسبة لاستهداف جمهورك مثل وسائل التواصل الاجتماعي، المواقع، المدونات وغيرها.
متى؟
هو اختيار التوقيت المناسب لإطلاق الحملات أو العروض وهو عامل شديد الأهمية لضمان نجاح استراتيجيتك.