الذكاء الاصطناعي والتخصيص في التسويق الرقمي؛ نحيا في عصر رقمي يتطور بسرعة رهيبة، أصبح الذكاء الاصطناعي فيه أحد أهم الأدوات وأكثرها حيوية، والتي تسهم بشكل كبير في المساعدة في تحسين عمليات التسويق الرقمي، وخاصة في مجال التخصيص، ويمكن للذكاء الاصطناعي أن يسهم في تحليل كميات هائلة من البيانات، كذلك يساعد في فهم سلوك المستخدمين بطرق تفوق إمكانات البشر، وكل تلك الأمور تتيح للمسوقين أن يقدموا تجارب مخصصة بشكل دقيق للعملاء.
أهمية التخصيص في التسويق الرقمي
يساعد التخصيص في التسويق الرقمي ويحسن من نتائج كل المجهودات التي تبذل في عملية التسويق لأنه:
- يساعد في تحسين تجربة المستخدم، فالعملاء يفضلون المحتوى الذي يشعرهم أنه موجه لهم بالتحديد، يخاطب احتياجاتهم ورغباتهم.
- زيادة معدل التحويل، وذلك لأن العميل حين يحصل على عروض وخدمات تلبي توقعاته تزداد احتمالية إقباله على الشراء واتمام عملية التسوق.
- بناء الولاء للعلامة التجارية، حيق أن التخصيص يعزز العلاقة بين العميل وبين العلامة التجارية، وهو ما يؤدي إلى زيادة ولاء العميل للعلامة التجارية.
ما هو دور الذكاء الاصطناعي في التخصيص؟
يسهم الذكاء الاصطناعي في العديد من الأمور التي تقوم عليها عملية التخصيص، وذلك من خلال:
- تحليل البيانات
يقوم الذكاء الاصطناعي بتحليل البيانات أيًا كان حجمها وضخامتها، وذلك لأن الذكاء الاصطناعي يمكنه جمع وتحليل بيانات العملاء من مصادر متعددة مثل منصات التواصل الاجتماعي، المواقع الالكترونية، سجلات المشتريات في مواقع التسوق، وكل تلك البيانات تسهم في فهم أنماط سلوك الجمهور المستهدف وتفضيلات العملاء. - التوصيات المخصصة
ويتم الاعتماد على الذكاء الاصطناعي من قبل الشركات الكبرى من أجل تقديم توصيات مخصصة للعملاء، مثل التوصيات التي تصل للعملاء من تطبيق أمازون أو تطبيق نتفلكس. - الإعلانات المستهدفة
حيث يساعد الذكاء الاصطناعي على تحديد أفضل العملاء المستهدفين، وكذلك تصميم الإعلانات التي تلائم هؤلاء العملاء وتمثل اهتماماتهم وسلوكياتهم الشرائية. - الدردشات التفاعلية
وذلك لأن الذكاء الاصطناعي أتاح للشركات أن توفر ربوتات دردشة، تلك الروبوتات قادرة على تقديم الدعم للعملاء، وذلك بشكل فوري، ومخصص لكل عميل بناء على الاستفسارات السابقة، او على التاريخ الخاص بالعميل على الموقع أو التطبيق. - تصميم الحملات التسويقية
وذلك لأن الذكاء الاصطناعي يمكنه المساعدة بشكل كبير في إنشاء أو تصميم الحملات التسويقية، وذلك بناء على التحليل الدقيق للعملاء وشرائحهم المختلفة بما يضمن استهداف صحيح للجمهور وكذلك رسائل مؤثرة وتدفع العملاء للشراء.
تطبيقات تستخدم الذكاء الاصطناعي في التخصيص
هناك العديد من الشركات والتطبيقات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي في التخصيص، وهو ما يحسن تجربة المستخدم ويؤثر إيجابًا على المبيعات، مثل:
- تطبيق أمازون؛ وهذا التطبيق يستخدم خوارزميات الذكاء الاصطناعي من أجل تقديم توصيات الشراء للعملاء، بناء على تحليل سلوك العميل وتفضيلاته.
- سبوتيفاي؛ التطبيق الموسيقي المعروف والذي يمكنه إنشاء قوائم تشغيل موسيقية تتناسب مع ذوق المستخدم من خلال تحليل تفضيلات المستخدم وطبيعة استخدامه.
- كوكاكولا؛ من الشركات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي في تحليل بيانات الجمهور المستهدف من خلال تفاعلهم مع حسابات التواصل الاجتماعي الخاصة بالشركة، ومن هذا التفاعل يمكن للشركة فهم الجمهور وتفضيلاته وبالتالي تقديم حملات تسويقية مبتكرة تحقق المزيد من النجاح والولاء للعلامة التجارية.
للأسف على الرغم من كل المميزات المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي لازال هناك عدد من المخاوف والتحديات، والتي ترتبط بالخصوصية والأمان، خاصة أنه يعمل بشكل أساسي على جمع البيانات الشخصية، وهو أمر قد يثير الكثير من مخاوف العملاء فيما يتعلق بحمايتهم وحماية بيناتهم.
أيضًا التكلفة لأن عمليات تطوير الذكاء الاصطناعي مكلفة للغاية، وهو ما ينعكس على ميزانيات الشركات التي تستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي، كذلك التحيز في البيانات، فقد تكون البيانات المستخدمة غير متوازنة أو لا تعتمد على أسس سليمة 100% وهو ما يؤدي إلى نتائج دقيقة.
الذكاء الاصطناعي ليس مجرد مجموعة من الأدوات، بل يمكن الاعتماد عليه كشريك استراتيجي من أجل تعزيز التخصيص في التسويق الرقمي لما له من قدرات، ويمكن للشركات الاعتماد عليه من أجل تحسين تجربة العملاء وبناء علاقات أقوى معهم وبالتالي تحقيق نجاح أكبر، ولا نبالغ حين نقول أن الذكاء الاصطناعي سيعيد تشكيل وتعريف الطريقة التي تتعامل الشركات بها مع العملاء.